الشاهد برس | تحقيق / عبدالسلام المساجدي
بإبتسامه رقيقة ونظرات حانية يفتح لها الباب ويحمل لها اغراضها الثقيلة ومن دون اشارة او طلب يعامل هذا الرجل سيدته على انها ملكة فيعشق تدليل هذه الانثى بكل ما اوتي من اطراءات وكلام عذب واسلوب لبق قد يظن البعض انه مسلسل درامي رومانسي يصور قصة عاشقين في احدى الدول غير العربية الا انه بلا شك يعكس صورة الرجل " الجنتلمان" الذي تود الكثيرات من السيدات الحصول عليه في حين يتهرب الرجال المحليون من ذلك السيناريو الذي لا يمكن ان يتحقق سوى في المسلسلات والافلام العاطفية خوفاً من نظرة المجتمع ( اليمني ) الذي يصنف على أنه مجتمع ذكوري بحت و التي ستمنحه لقب " الخروف " او الضعيف الشخصية بجدارة فمن المستحيل ان يسمح هذا الرجل لنفسة بان يكون مثل الخاتم في اصبعها كون ذلك سيخدش رجولته وكبرياءه فكلما كان غليظ التصرفات بارد العواطف وقاسي الأسلوب كان ذكرا لا تحكمه أنثى !! تصرفات هوجاء قاسية خارجة عن إطار الأخلاق والأدب وقد لا تعكس مشاعر هذا الرجل تجاه هذه السيدة سواء كانت زوجته أو أخته أو حتى أمه لكنه يفضل ستار الجفاء والقسوة لأسباب سيتم تقصيها في هذا التحقيق الذي سيكشف عن الفرق بين مصطلح الجنتلمان والخروف في الشارع اليمني ...
اتباع السنن النبوية لا يشمل فن التعامل عند البعض
وفي تعليق على المصطلحين يقول عبدالحق الشرفي ( 38عاماً)| للأسف نظرة مجتمعنا تحكم على الرجل بأن يكون قاسياً وشديداً فمن المعيب أن يكون الرجل لطيفا وحنونا مع زوجته وأولاده وهذا بلا شك يخالف ما جاءت به سنة نبينا عليه الصلاة والسلام إذ ورد في أحاديث عدة أنه كان في منتهى الخلق مع زوجاته وأكثر عطفا وحنانا على الأطفال
ازدواجية الرجل في التعامل
ومن وجهة نظر مشابهة يؤكد الأستاذ / عبدالجليل الكميم (40) عاما أن كون الرجل يتحمل مشتقات الحياة وتبعاتها لا يعطيه الحق ولا يجيز له أن يكون قاسيا ومتعالياً فميزة الطيبة واللين لا تقلل من هيبته فكما قال عليه أفضل الصلاة والسلام (( ما كان الرفق في شيء إلا زانة وما كان العنف في شيء إلا شانه )) والواضح في مجتمعنا المحلي إزدواجية تعامل الرجل بشكل عام فنجده في محيط أهله وزوجته شخصا وفي محيط أصدقائه شخصا آخر وقد يعود السبب إلى مشاكل تعتري محيطة العائلي فيغير معاملته بعض الشئ .
ولكن الكميم لم يعفي المرأة من مسؤولياتها إتجاه الرجل كونها تعد شريكة حياته ورفيقة دربه وحملها المسؤولية حيال التصرفات والسلوكيات التي قد تظهر عند الرجل كالقسوة والجفاء وفتور العلاقة العاطفيه وبرود المشاعر معللا ذلك بقوله أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تبادليه وتكامليه لا تتوقف على جنس بعينه فحينما تظهر على الرجل سلوكيات كالقسوة والجفاء والبرود العاطفي فهذا يعني أن هناك تقصير من قبل المرأة في تأدية واجباتها نحو الرجل والعكس ينطبق على الرجل ذاته ، وقتها ينبغي على المرأة مراجعة نفسها أولا وتقييم علاقتها مع الرجل والبحث عن مكامن الخلل في تلك العلاقة وتلافي القصور الحاصل والعمل على إزالة المنغصات وتدارك الأخطاء بالطرق المناسبة وعلى الشكل المطلوب حتى يستقيم الحال وتصفو الحياة .
عدوى التصرفات الفظة تنتقل بين الشباب
أما الإعلامي حسن عردوم ( 31عاما) فيرى أن سبب إفتقار الشباب إلى فن التعامل مع السيدات يعود الى البيئة المحيطة .إبتداء من المدرسة عندما يسخر الزملاء من بعضهم بعبارة "دلوع أمة أو حبيب أمة" لكون أحدهم يعامل والدته بحنان وتهذيب, في وقت يحاول أن يثبت قوته أمام زملائه الباقين من خلال إعطاء الأوامر لأخته بشكل فظ حتى لو كانت تكبره بسنوات,ومن بعدها تنتقل هذه العدوى إلى طلاب الجامعات الذي تتداول بينهم مصطلحات كثيرة "كالخروف " أو والنسوانجي في إشارة منهم لبعض زملائهم ممن يقيمون علاقات واسعة مع زميلاتهم في الدراسة أو يكون تعاملهم لطيف مع الفتيات ومن ثم تنتقل عدوى هذه التصرفات لتشمل الزوجة والأولاد أيضا, في حياتهم الأسرية إذ من الممكن أن يتباهي هذا الرجل بفظاظة رده على زوجته لوحاولت مكالمته هاتفيا أمام أصدقائه ولا يتوانى عن إنهاء المكالمة من دون ان يسمع ماتريده خشية من المجتمع المحيط به أن يطلق عليه لقب " الخروف " في حالة أبداء نوعا من اللطف واللين أثناء تعاملة مع زوجته .
اللطف والتهذيب أصبحا من الصفات الشاذة
تعتقد الصحفية سعيدة الوصابي (30عاماً) أن مصطلح الخروف لا يتشابة ابداً مع مصطلح الجنتلمان فالرجل الجنتل هو الرجل المهذب الذي يعامل جميع النساء بأخلاق كأن يمنح سيدة أحقية أخذ دوره في الأماكن المزدحمة أو يساعد بتصرف لبق أي إمرأه تحتاج إلى المساعدة في مكان عام أما بالنسبة إلى المصطلح الأخر وهو الخروف الذي ظهر مؤخرا فترى داليا أن الرجال المحليين هم من أطلقوها على انفسهم وتحديداً على الرجل الذي يقوم بمساعدة زوجته او اخته بقصد التخفيف عنهما … كلها صفات ضرورية لابد من أن يتحلى بها الرجل والمرأة على حد سواء , لأن تمتع الفرد بصفات اللباقة والتهذيب سيجعل منه شخصا جيدا في أعين الناس , سواء أمام أقاربة أو رؤسائه أو شريكة حياتة .
فالرجل " الجنتل" أو الراقي هو الذي تنطبق عليه معايير السلوك الصحيحة والمظهر الجميل ولباقة الأسلوب مع جميع الناس بمختلف أجناسهم وأعمارهم.
ومن الأخطاء الشائعة التي " يقع" بها الرجل وتفتقر الى اللباقة, انتقاد زوجته أمام الآخرين أو أمام أبنائها وإظهار سلبياتها, كون هذا النوع من النقد لايعطي. أي نتيجة إيجابية. كذلك تكرار العبارات مثل " أنا أكد و أعمل لتوفير المال لكم" من الأمور غير المستحبة والتي تجرح مشاعر الأنثى , فيجب أن يعلم الرجل أن زوجته هي أولى الناس بالمعاملة الحسنة واللباقة بحكم الرابط القوي الذي يجمعهما. فحتى أسلوب العتاب أو النقد لابد من أن يكون لطيفا أو مهذبا ومن دون انفعالات أو كلام جارح يقلل من شأن الزوجة. كون المجتمع المحلي لا يعترف بهذا النوع من الرجال لذلك يعتبرون التصرفات اللطيفة تصرفات شاذه .
مصطلح " الخروف " متداول في اوساط المراهقين والشباب
وفي تفسير أخر لمصطلح الخروف ترى جيهان محمد (27عاماً) أن بداية ظهور هذا المصطلح كانت عند المراهقين وفي أوساط الشباب وتعتقد أن هذا المصطلح المستحدث والذي ينبع من جهل ينطبق على شريحة من الشباب خصوصاً الذين يحاولون أن يحظوا بعلاقات عاطفية خارج إطار الزواج وهناك من يقومون بدفع تكاليف باهظة على الإتصالات الهاتفية والهدايا لفتاة قد لا يعرفونها أبدا ولهذا يطلق على هذا النوع من الشباب لقب الخروف واعتقد ان الرجل المهذب لابد من أن يكون تعامله جيدا مع كل الناس وليس السيدات فقط
" الجنتلمان " لا مكان له في مجتمعنا
وتشخص الإعلامية / سامية الحجري (26عاما) جفاء أو قسوة الرجل المحلي بأسباب تعود إلى طبيعة التربية والمجتمع بحيث ترى أن الكثير من الشباب والرجال يجهلون فن التعامل بشكل عام ومع السيدات بشكل خاص وقد تكون العادات والتقاليد في المجتمع اليمني هي السبب الذي جعل من فكرة معاملة المرأة بلطف وإحترام شيئا يقترب من المحرمات فعلى سبيل المثال قد يرى أحدهم سيدة متعبة من حمل أشياء ثقيلة وتحتاج إلى المساعدة ولا يحرك ساكنا مخافة ان يتهم بالتحرش بها لأن الفكرة السائدة في المجتمع تقضي بألا يتصرف الرجل بلطف مع المرآه إلا لغاية في نفسة لذا أجد أن من الصعب وجود نموذج " الجنتلمان " في مجتمعنا .
القسوة والجفاء بدلا من اللباقة واللطف
تؤكد الدكتوره / يسرى عامر أخصائية أمراض نفسية وخبيرة في علاج الإدمان عند النساء أن كثير من السناء يطالبن بضرورة تمتع أزواوجهن بفن اللباقة واللطف في التعامل معهن رغم كون ذلك واجبا إلا انه همش وجعل أمر الجفاء والقسوة من المسلمات التي يجب على المرأة القبول بها وذلك يعود بلا شك الى خلط الرجال بين مفهوم الرجل والذكورة فالرجل عبارة عن إنسان له مشاعر ويتعامل بحكمة من خلال الحوار والرقي مع الجنس الآخر سواء كانت أما أو زوجة أو أختا أما مفهوم الذكورة فيتعلق بالسيطرة والديكتاتورية في التعامل .
الجنتل مان شخصية افتراضية لا وجود لها في الواقع
أما الإعلامي والمعيد بكلية الإعلام بجامعة صنعاء الأستاذ/ عبدالواسع الورد يعتقد بأن فضاء الإعلام المفتوح أسهم بشكل واضح وملموس في توسعة الهوة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا اليمني بشكل خاص والعربي بشكل عام وساعد كثيراً للأسف الشديد على فتح نوافذ خلافات أسرية جديدة بين الزوج وزوجته ، وفي مقدمة تلك الوسائل ، الرسائل المسمومة التي تبثها المسلسلات الرومنسية وفي مقدمتها المسلسلات التركية والهندية والبرازيلية والأجنبية المدبلجة إلى اللهجات العربية ، والتي تستحوذ على أعلى نسبة من أرقام المشاهدة لدى المرأة اليمنية والعربية .
وبالرغم من التباين الشديد بين ماتحملة تلك المسلسلات من قيم هابطة وثقافة ساذجة مبتذلة وأفكار ممجوجة مستهلكة وقضايا مخجلة ومخزية بدءت باسم الحب ووصلت إلى زنى المحارم ، تعتمد في مشاهدها على لغة الإثارة الساخنة وتتفن في طريقة عرضها تبعاً لمبدأ الإغراء بمفاتن اللحوم البيضاء ،لتقدم لمشاهديها مجموعة فاتنات شبة عاريات تتقدم اسمائهن ( بطولة النجمة القديرة ).
كما تُظهر الرجل أو الشاب الوسيم (الجنتل مان) والذي لاهم له ولاشغل يشغله سوى الأناقة في ملبسة والتعرج في مشيته والتغنج في ضحكته والتعلق بعشيقته وذرف الدموع على محبوبته وترديد جمل الغرام والغزل وشراء باقات الورود الحمراء والبيضاء لملكة حياته وأميرة قلعته والتي تكتشف قبل زواجها أنها حاملة في شهرها السابع قبل أن يتركها حتى لايلوث سمعته .
ولكن الكارثة الفكرية أن تجد هذه الثقافة المنحطة والمبتذلة والوهمية طريقها إلى عقول وقلوب الكثير من النساء في بلداننا العربية .
فتجد من تعقد المقارنات بين بطل ونجم مسلسلها المفضل وزوجها المسكين الذي يصل من عمله المضني وبملابسه الرثه ليستمع منها إلى إسطوانتها المشروخة ومرثيتها المملة عن حظها العاثر ، ثم تسرد قائمة طويلة من اللعنات على نفسها ونصيبها الذي لم يجمعها بزوج مثالي وأنيق ووسيم .
إنها تحلم برجل (جنتل مان) يقبلها قبل خروجه ويعود لها بباقة ورد عند رجوعه ،يذهب قليلاً ويعود لها سريعاً ، يقضي أغلب وقته إن لم يكن جله بين يديها ، رجل كلما أغضبته عاد هو ليسترضيها ، وكلما وبخته وقف على باب غرفتها يبكي ويسترجيها ، إنها تريدهُ تماماً كمن تشاهدهم في مسلسلاتها المفضلة .
ولذا أعتقد أن السبيل الأمثل هو مكافحة هذه المسلسلات السامة والخطره بشتى الوسائل وبكافة الطرق وتغييب قنوات بثها من أجهزة الإستقبال وشاشات التلفاز ، كونها تقدم تلك الشخصيات الوهمية كنموذج لا يعمل ولا يتعب ولا تتسخ ملابسة ولا يغضب ولا يحمل هموم الحياة ولا ينصب ، أمواله طائلة ومستلزمات منزله من السماء نازله وكل مايشغل باله هو رضى عشيقته .
ويضيف الورد " خلاصة الكلام أن مايتم عرضه على الشاشات من برامج ومسلسلات هي عبارة عن قصص مؤلفة وسيناريوهات مجهزه وورائها شركات إنتاج عملاقة ورصدت لها موزانات مالية كبيرة وجيش من العاملين خلف الصورة الظاهرة ، هدفهم وكل همهم إظهار الممثلين بتلك الصور البرآقة والملابس المصممة ببراعه ومؤلفين وكتاب وشعراء أفنوا أشهر وسنوات في اختيار وكتابة تلك الجمل الغزلية الرقراقة ، فلا مجال للمقارنة ولا يعقل أن نسقط مافي المسلسلات على مايدور في واقع الحياة ، فالفرق شاسع والعيش ببساطة أفضل من التكلف وتجاوز الواقع .
ولاننسى أن لمجتمعنا من العادات الجميلة والتقاليد الحميدة والقيم السديدة مايغنينا عن مظاهرهم الخداعة وثقافتهم السطحية البائره.
"الجنتلمان"يحاط بأعين الحساد
"الجنتلمان"موجود ولكنه نادر", كان هذا تعليق السيدة أم أحمد (33عاما), إذ ترى أن الرجال المهذبين واللطفاء مع السيدات موجودون بندرة,ولذلك هم أشبه بطفرة جينية يتم تداولها في أوساط السيدات على أنها أعجوبة,حيث يتم في الجلسات النسائية تخمين سبب كون هذا الرجل خاتما في إصبع زوجتة بأنه نتيجة سحر عملته الزوجة لكي تحظى بالدلال. وأحيانا هناك بعض الناس يخفون ذلك خوفا من الحسد أو العين, كون هذه الفكرة مستهجنة لدى الكثيرين.ولكن في النهاية لا يمكن تخمين أسرار البيوت وخفاياها, فمن الممكن أن يتعمد هذا الرجل التصرف أمام الناس بقسوة, في حين يكون داخل بيته حملا وديعا, والعكس صحيح بحيث يتصنع اللباقة والتهذيب في الظاهر بينما يخفي عن الناس أنه رجل عنيف داخل بيته.
عمل المرأة سبب لعدم لباقة بعض الرجال
وعن أسباب ندرة "الجنتلمان" في المجتمع المحلي , تعتقد الاختصاصية الاجتماعية "حنان الجرموزي " أن سبب قلة اللباقة والتهذيب عند غالبية الرجال يعود الى عوامل عدة مرتبطة ببعضها.فللبيئة والموروث الثقافي تأثير مهم في سلوكيات الرجل.وكما هو سائد, فالتعامل بود وتهذيب مع المرأة قد يعطي انطباعا بالضعف عند الكثير , كما أن عنصر التنشئة والتربية مهم جدا في صقل سلوكيات الرجل ,إذ إن نشأة الشباب في بيت يقوم على احترام الأب للأم تولد لديه دافع التصرف بأدب مع كل مرأة تواجهه في حياته. كذلك يشكل الأصدقاء والمحيط الاجتماعي عنصرا مؤثرا في مسألة التعامل بلباقة وتهذيب.وأخيرا يبرز عامل مهم يتعلق بعمل المرأة, حيث تعتقد شريحة من الرجال أن السيدة التي تعمل ستكون ندا لهم وستسحب منها صفات الأنوثة, وبالتالي لن يتم التصرف معها بلباقة أو لطف, إضافة إلى أن من الممكن أن تلقى عليها مسؤوليات تفوق قدرتها فتستثنى من الاهتمام والرعاية.
ولكن لاتنكر الجرموزي وجود فئة من الرجال يتمتعون بذوق رفيع وفن التعامل بالكلمات الرقيقة, خصوصا مع زوجاتهم, وحتى بعد مرور سنوات على زواجهم, وهذا يعود على الأغلب الى التنشئة والبيئة المحيطة.
أسباب إطلاق مصطلح "الخروف" على الرجل اللبق
تعتقد"الدكتورة أشواق العماري "أن سبب إطلاق مصطلح " خروف" على الرجل اللبق والمهذب يعود إلى اعتبار الكثير من الرجال على نموذج الرجل الغليظ لفترة طويلة, ومن ثم لفت انتباههم الى نوع آخر من الرجال المختلفين عنهم, يعتمل لديهم حس الرفض والاعتزاز بما هم عليه ومحاولة السخرية وإطلاق النعوت والأوصاف السلبية, رغبة في الدفاع عن سلوكهم وموقفهم الذي لا يتماشى مع ديننا ولا مع سنن نبينا الكريم, وهذا النوع من الدفاعات النفسية السلبية التي يبرر بها الرجل أخطاءه في التعامل والسلوك.وهناك الرجال الذين يتمتعون بالازدواجية في السلوك .فخلف الستار يطبقون سلوكيات "الخروف" في حين انهم في العلن لايتمتعون بأي حس من اللباقة, فمن الممكن أن يترك الزوج زوجته تحمل طفلها وأغراضها الثقيلة وتمشي خلفه على بعد عشرة أمتار من دون أي مساعدة. والقصد من هذه التصرفات السلوكية أحيانا هو خوف الرجل من فقدان السيطرة على المرأة, كون مجتمعنا يغذي في الصبيان والأطفال الذكور مفهوم" رجال البيت" وصاحب الأوامر المطاعة لذا تؤكد العماري أن تنشئة الجيل على مبدأ المساواة في التعامل أمر مهم جدا ويحد من المشاكل الزوجية والطلاق.
" الإتيكيت" لايقتصر على جنس وسن معينة
وتخص السيدة" أميرة الصايغ" خبيرة الإتيكيت في الوطن العربي بنبذة من كتابها الرابع الذي يتناول موضوع " أزواجنا والإتيكيت" ويكمل جانبا مهما من تحقيقنا, حيث تحاول من خلاله لفت المجتمع الى كون " الإتيكيت " أو فن التعامل لايقتصر على جنس أو سن معينة كما هو شائع . فالرقة في التعامل من أسس الإتيكيت واللباقة التي من الواجب أن يتمتع بها الجميع من دون استثناء . وتعتقد الصايغ أن الرجال في مجتمعنا يتجنبون ممارسة فن الإتيكيت بحجة أن ذلك سيعطيهم صفة أنثوية أو ضعفا في الشخصية ,.بالألفاظ المهذبة والنظرة الحانية المعبرة والصوت الهادئ المنخفض والبعد عن العنف والانفعالات...