ما يجري اليوم في إدارة الخطوط الجوية اليمنية – عدن هو نسخة مكررة وأكثر فظاعة من فوضى صنعاء، حيث تتردد معلومات مؤكدة عن سيطرة مجموعة ضيقة على مفاصل الإدارة واتخاذ القرارات المصيرية، تضم رئيس مجلس الإدارة، المدير المالي، سكرتير المكتب، مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة، والمدير الفني.
هذا النهج يُهدد الشركة بالانهيار الكامل إذا لم تتدخل الدولة بشكل عاجل وحازم. احتكار السلطة والقرارات من قبل قلة قليلة يعني تمكين الأقارب والمقربين من المناصب العليا وإقصاء الكفاءات الوطنية، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه.
فضائح خطيرة وتجاوزات غير مسبوقة
لم تتوقف التجاوزات عند حدود الإدارة العشوائية، بل امتدت إلى منظومة فساد منظمة تُدار داخل الشركة تشمل:
• منح درجات وظيفية مخالفة للهيكل التنظيمي بصورة عشوائية وفوضوية دون أي معايير واضحة، ما يؤدي إلى تفريغ الشركة من الكفاءات لصالح الولاءات الشخصية.
• تحصيل عمولات في جميع جوانب الشركة، بدءًا من عقود الفنادق والضرائب وصولًا إلى التموين الغذائي عبر شركة الحريبي، مما يحوّل كل معاملة إلى فرصة للابتزاز وتحقيق مكاسب غير مشروعة.
• صفقات مشبوهة في تأمين الطائرات، ومشتريات قطع الغيار، وعقود المقاولات، حيث أصبحت هذه العقود وسيلة لجني الأموال بطريقة غير قانونية.
• العبث بالمخصصات المالية حتى في أبسط الأمور، مثل شراء المواد القرطاسية، ما يكشف عن شبكة فساد متكاملة تستنزف موارد الشركة.
• تكرار فساد القيادة السابقة بل وتجاوزه بطرق أكثر جرأة وتنظيماً، ما يهدد مستقبل الشركة واستمراريتها.
نسخة أسوأ من صنعاء – من يحاسب الفاسدين؟
ما يحدث في إدارة عدن ليس مجرد أخطاء إدارية، بل هو مخطط واضح لاستغلال النفوذ وتحويل الشركة إلى إقطاعية خاصة تُدار لصالح مجموعة محدودة، في تكرار كارثي لسيناريو صنعاء.
نسأل بوضوح:
• أين دور الدولة والجهات الرقابية؟ ولماذا تغض الطرف عن هذا العبث؟
• لماذا يُسمح بتكرار سيناريو صنعاء في عدن؟ وهل هناك جهات متواطئة مع هذه الممارسات؟
• كيف تُدار شركة وطنية بحجم الخطوط الجوية اليمنية وكأنها ملكية خاصة؟
تحذير واضح – الكارثة قادمة إذا لم يتم التدخل فورًا
إن استمرار هذا العبث لن يؤدي إلا إلى تفكيك الشركة وانهيارها لصالح قوى تعمل لمصالح شخصية ومناطقية، ما يعني ضياع مستقبل الخطوط الجوية اليمنية وتهديد آلاف الموظفين والكوادر الوطنية.
مطالبنا واضحة وعاجلة
نطالب الدولة، ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة، بـ:
1. فتح تحقيق عاجل وشفاف في جميع التعيينات والقرارات التي اتُخذت في إدارة عدن منذ تولي القيادة الحالية مهامها.
2. إلغاء كافة التعيينات المشبوهة التي تمت بناءً على المحسوبية والولاءات الشخصية.
3. ضمان استقلالية إدارة عدن عن أي تأثير خارجي أو داخلي يُعيد إنتاج فساد صنعاء.
4. إعادة بناء الهيكل الوظيفي بشكل يُراعي الكفاءة والخبرة ويضع حدًا للعبث والمحسوبية.
5. محاسبة كل من تورط في العمولات والصفقات المشبوهة واستغلال موارد الشركة لتحقيق مكاسب شخصية.
6. وقف منح الدرجات الوظيفية بشكل عشوائي، ومراجعة كافة القرارات المخالفة للوائح والقوانين.
رسالتنا واضحة: لن نصمت أمام الفساد!
إننا لن نصمت أمام هذه التجاوزات الخطيرة، ولن نقبل بتحويل الخطوط الجوية اليمنية إلى شركة منهارة تُدار بعقلية فاسدة. فإما أن تتحرك الدولة الآن وتتخذ إجراءات حاسمة، أو تتحمل مسؤولية الكارثة القادمة التي لن تُغتفر!
الغيوره على شركتنا
بنت اليمنيه..
ام الخير