الشاهد برس | عبدالسلام المساجدي.
بالأمس أخبرني صديق سنغافوري من أصول يمنية بأنه اشترى سيارة "العضلات الامريكية" بأكثر من مليون دولار .. باركت له ذلك .. فتوجه لي بالشكر ..
هو : سألني قائلًا : وأنت ماهي سيارة أحلامك ؟ ..
انا : تبسمت ضاحكًا من قوله ..
هو: ماخطبك؟! وهل هناك ما يستدعي الضحك؟!
أنا : لاشيء .. وإنما احلامنا لا تشبه احلامكم البته.
هو : وماهي احلامكم التي لا تشبه احلامنا ؟!
أنا : يا صديقي نحن هنا في اليمن لم نعد نحلم بشيء سوى أن تدور بنا عجلة الزمن إلى الوراء؟!
هو : عجبًا لك يا صديقي ولماذا كل هذا الحنين للماضي؟
أنا : لست بمفردي من يحن للماضي كل اليمنيين يحنون للماضي ويتوقون لإيامه الجميلة .
هو : وهل حنينكم للماضي يعني الهروب من الحاضر أم الخوفا من المستقبل؟ أم أن الأمر مرتبط بخيبة الأمل وانهيار الأحلام.
أنا : كل ما ذكرته يا صديقي واعظم من ذلك؟
هو : وهل هناك ما هو أعظم من ذلك ؟!
أنا : نعم .. ارتفاع سعر الدجاجة إلى 6000 ألف ريال إلى جانب الاصطدام بواقعنا البائس وشعورنا الدائم برفض حالنا المزري وخيبات الأمل المتكررة من حاضرنا الغائب الذي تضاءلت فيه فرص العيش وانعدمت أساسيات الحياة وتعذر رؤية مستقبلنا الميؤس منه في هذا البلد المنكوب.
هو : في حال دارت بك عجلة الزمن إلى الوراء مالذي ستقوم به ؟
انا : سأشتري دجاجة احلامي بـ 250 ريالاً .. بدلاً من شراءها بـ 5000 ريال.
هو : سُحقًا أوصل بكم الحال إلى هذا الحد !! أين كنتم وكيف اصبحتم .. الويل والثبور لشعب اصبحت آمالة معلقة بالماضي واحلامه تتركز حول دجاجه .. كنت اتوقع منك القيام بشراء سيارة احلامك.
