الشاهد برس | خاص.
تشهد العاصمة صنعاء انتشار مرعب لظاهرة التسول وسط ارتفاع مخيف وغير مسبوق في أعداد المتسولين في أحياء وشوارع العاصمة في ظل أزمة انهيار الريال اليمني وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية وبالتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك.
حيث لا يوجد شارع اوحي او سوق في مدينة صنعاء لا يخلو من المتسولين الذين كانوا في السابق يقصدون أماكن محددة اما في الجولات او على أبواب المساجد وارصفة الطرقات اما الان باتوا يقصدون الشوارع والمتنزهات والأسواق والمساجد والمستشفيات وصالات المناسبات وحتى في أبواب المنازل وأماكن العمل وقاعات وفصول الدراسة والمقاهي والمطاعم لطلب الطعام والمال.
متسولون من كل الفئات العمرية أغلبهم من الأطفال والنساء، مستخدمين أساليب وعبارات مؤثرة للاستعطاف والتوسل والإلحاح كانوا في ما سبق يعرفون بملامح شاحبه وملابس رثه اما الان فقد أصبح معظم المواطنين متسولين يمدون ايدهم طالبين حق مواصلات او حق قيمة خبز .
ووصل عدد المتسولين في اليمن إلى نجو 2.5 مليون متسوِّل حسب دراسة أجراها حديثا مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل منهم 17 الف طفل وطفلة في العاصمة صنعاء بحسب تقديرات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومنظمة اليونيسف.
وقسَّمت الدراسة المتسولين إلى صنفين الأول يخرج تلقائياً للحاجة بسبب الفقر الدائم وعدم القدرة على العمل وغياب مصادر الدخل الكافية والصنف الثاني يخرج إما بالإكراه الأسري أو لحساب جهة منظمة مقابل مبالغ محددة إلى جانب الظروف المعيشة الصعبة وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الذي فرضتها الحرب الجائرة على بلادنا.
ورغم الأعداد الكبيرة للمتسولين في صنعاء، إلا أن عددهم أكبر بكثير في مدن وبلدات الساحل الغربي لليمن، حيث فر سكان القرى من منازلهم، وأصبحوا يعتاشون على “ذل التسول”تحت وطأة حرب مستمرة منذ أكثر من أربع سنوات بين القوات الحكومية، ومسلحي جماعة الحوثي.
يأتي ذلك وسط غياب تام لدور البرنامج الوطني لمكافحة التسول الذي تم تأسيسه منذ قرابة العام برئاسة اللواء جلال الرويشان.