الشاهد برس | خالد الرويشان .
بكى بايدن على جنوده فمن يبكي على الشعب اليمني!
لانريدك أن تبكي يا هادي بل أن تتكلم!
بين ثرثرة بايدن وصمت هادي!
لا تكاد تمر دقيقة دون تصريح رسمي أمريكي جديد ومن كل مستويات الإدارة الأمريكية المدنية والعسكرية حول أفغانستان وطالبان وأهمية سلامة بقية الذين لم يتم ترحيلهم من كابول!
يعلّقون على أدق التفاصيل وعلى كل خبر على مدار الساعة!
آلاف التصريحات خلال أيام فقط
حتى أن بايدن وأثناء خطابه بكى وهو ينعي إلى الشعب الأمريكي جنوده القتلى الثلاثة عشر في مطار كابول.
لكنّني أعتقد أن هذه الثرثرة التي لم يشهد لها العالم مثيلاً دليلٌ على شفافية من نوعٍ ما وشعورٍ بالمسؤولية بدرجةٍ ما!
في اليمن وحتى تكون سياسياً يجب أن تكون أبكماً.
في اليمن أحداثٌ ووقائع تشيبُ لها الجبال وليس الرؤوس فحسب!
ومع ذلك لا أحد ينطق بكلمة تعليقاً أو نفياً أو تأكيداً أو تبييناً!
لا هادي ولا التحالف ولا أي مسؤول أو حتى ناطق مدني أو عسكري!
ممنوع الكلام!
يجب أن نكابد صامتين ونموت ساكتين
وعندما تكلم أحدهم تم عقابه!
حتى لو كان نائب رئيس مجلس نواب أو وزيراً!
ماذا يحدث في شبوة بالضبط وماذا حدث في سقطرى وفي معسكر العَنَد وماذا يحدث للمغتربين اليمنيين في جنوب السعودية مثلاً؟
أعترف أنني لا أعرف شيئا واضحاً ومؤكداً على وجه الدقة في هذه القضايا.
نسمع ونقرأ لناشطين فحسب ، أمّا رسمياً فإن الكلام ممنوع في أيّة قضية!
البلاد يتساقط لحمُها وتختنق بدمائها وتموت بانتظار أصنامٍ لاتحس أو تأسف أو تتكلم!
في السياسةِ الصمتُ مثل الظلام
وتحت جنح الظلام وصمته تحدث كل الجرائم والمؤامرات!
الصمت نمطٌ من الموت
فوحدهم الموتى لا يتكلمون!
لكن الصمت قبل ذلك خيانة!
خيانة من الحليف الصامت الذي يضربك تحت الحزام ثم يغضب لمجرد أنك قلت آه!
وخيانة من المسؤول الصامت الذي لم يتعلم رغم كل تجاربه الكارثية!
✍️ خالد الرويشان
وزير الثقافة الأسبق.