الشاهد برس | سعد الحيمي .
أكرمها فبخِلت عليه وأوفاها فخانته وشكرها فجحدته ووهبها فأحرمته
لا حضرة الرئيس ولا حضرات المرؤوسين خدموا اليمن كما خدمها البردوني
فهو من جعل العيون تحدق صوبها ورفع شأنها وأعلى رايتها
قد يقول قائل إنهم الحكام وليس الشعب سبب ذلك النكران وتلك المخازي فنقول ربما لكننا كشعب لم نحرك ساكنا ولم ننبس ببنت شفة فتمادى الحكام في جورهم عليه ومصادرة حقوقه علينا
البردوني رحل جسدا لكنه خالد الذكر ومشع الفكر لا خوف عليه ولا هم يحزنون ،
واللعنات تتوالى لطما على من خانوا مكانته وأجرموا في حق منزلته وصادروا نتاجه وأساءوا معاملته ثم نحروا جنازه وغدروا بوفاته وشنقوا قبره وهدموا داره
لن نواري ولن نجامل فالكل تصفعهم أيادي الإثم وتزدريهم وصمات العار سواء النظام السابق الذي حاربه بكل ما أوتي من قبح حتى أزهق روحه ـ بأي طريقة فسيتعدد المنافقوق وروح البردوني واحدة ـ أو حكام اليوم اللذين يزايدون بذكره أنّى شاء لهم الهواء ، فأنقاض بيته ما زالت حطاما وأطلالا وكتبه مخفية ومصادرة .
اليوم نتذكر البردوني في سرمديته التي لا تزول ، غير شاكرين أحد فذكراه وإحياء فعاليتها فرض عين غصب عنا
اليوم نتذكر البردوني فتبكي القلوب وتدمع الأرواح
فمن مأساته نستلهم الإصرار ومن سيرته نرشف العبر ومن فكره نشعل العيون ومن شعره ننهل الحكمة ومن شموخه نتعلم الحرية
اليوم نقول أنت يابردوني حي من سربة ترى الأحقاف ومن صنعاء ترى المدى ومن قبرك ترى الألم الذي خلفه رحيلك